النائب الياس حنكش

أكد النائب إلياس حنكش أن “الدولة اللبنانية هي الجهة الوحيدة المخوّلة حماية اللبنانيين، وليس سلاح حزب الله أو السلاح الفلسطيني”، مشيرًا إلى أن بعض العناصر في الأجهزة الأمنية لا تزال تمارس ضغوطًا على اللبنانيين، في تكرار لنهج تلفيق الملفات الذي كان سائدًا في زمن الاحتلال السوري، مستشهدًا بما تعرض له الباحث وسام سعادة. وقال: “نحن اليوم في مرحلة انفتاح سياسي وحريات متنامية، والمؤسسات بدأت عملية إصلاح ذاتي، لكن لا يمكن إغفال أن المنظومة التي نحاول تغييرها متجذّرة منذ أكثر من 30 عامًا، والتغيير لن يكون فوريًا”.

وفي حديث عبر قناة MTV، أعرب حنكش عن تفاؤله بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، معتبرًا أن انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة جديدة تُشبه اللبنانيين، يشكّل نقطة تحوّل في المشهد السياسي. وأضاف: “الجسم القضائي يشهد اليوم دينامية جديدة، والقاضي طارق البيطار يعمل بشكل مختلف عن السابق، بعدما وصلت الأمور في مرحلة معينة إلى حدّ الوقاحة. هناك اهتمام دولي واضح، ولبنان يسير على الطريق الصحيح، لكن التغيير يتطلب مسارًا طويلًا”.

وفي ما يتعلق بالاحتجاجات ضد قوات اليونيفيل، اعتبر حنكش أن “حزب الله كان دائمًا يتلطّى خلف الأهالي”، مضيفًا أن “السلاح في نهاية المطاف سيُحصر بيد الدولة، وسيتحوّل حزب الله إلى حزب سياسي كباقي الأحزاب”. وأكد أهمية وضع جدول زمني واضح لحصر السلاح، بهدف إنهاء عزلة لبنان الدولية وفتح باب الانفتاح من جديد. وقال: “تبيّن أن السلاح لم يحْمِ لبنان، بل عرّض الأحياء الآمنة للخطر خلال عيد الأضحى، وحتى إيران لم تعد تتمسّك به، فلا أحد يمكنه اللعب بورقة أكبر من وطنه”.

وعن زيارته إلى واشنطن، قال حنكش: “لم ألحظ أي نية أميركية لتعديل صلاحيات قوات اليونيفيل”. وفي ما يتعلق بمشهد لقاء الرئيس السوري بشار الأسد مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، علّق بالقول: “هذا المشهد له دلالاته، وكان يجب على لبنان أن يُسرّع في معالجة ملف سحب السلاح. ولكن لا يمكن مقارنة سوريا بلبنان من حيث مسار الاستقرار، فلكل بلد خصوصيته”.

وأشار حنكش إلى أهمية خطاب رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل في البرلمان، والذي دعا فيه إلى “مؤتمر مصارحة ومصالحة جدية”، مؤكدًا أن الحرب انتهت، لكن الذاكرة الجماعية لم تُطهّر بعد، ولا بد من مواجهة الهواجس اللبنانية بشكل صريح. وأضاف: “لطالما وُصِفنا بالعملاء، لكن اتضح من خلال اتفاق 17 أيار أن الرئيس أمين الجميّل تصرّف بحكمة، ولا أحد يحق له أن يزايد علينا في الوطنية. حان وقت التعلم من تجارب الماضي وبناء لبنان جديد”.

وختم حنكش قائلاً: “نحن في لحظة حاسمة تتطلب خطوة نوعية، ونُعلّق آمالاً كبيرة على رئيس الجمهورية المقبل ونهجه المرتقب لبناء مستقبل أفضل للبنان”.

البحث