سامي الجميل

أكد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل في ندوة بعنوان “تعزيز الصمود الوطني” نظمت في “بيت المستقبل”، أن اللقاء يمثل فرصة مهمة للقاء اللبنانيين بقلب مفتوح وإيجابية بهدف إيجاد حلول للمستقبل، مشيرًا إلى أنه رغم اختلاف الخلفيات السياسية بينه وبين رئيس حزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، إلا أن اللقاء يغني النقاش ويعزز الحوار الوطني.

وشدد على أن الهدف من هذا اللقاء هو تأمين مستقبل أفضل لجميع اللبنانيين، ليعيشوا بسلام واطمئنان في بلدهم، بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية. وقال: “نتمنى أن يكون هذا اللقاء بداية لحوار إيجابي بين جميع اللبنانيين من أجل بناء مستقبل مشترك.”

وأشار الجميّل في حديثه عن تطورات الوضع السياسي في لبنان، إلى أن لبنان يعيش، ولأول مرة منذ أكثر من 50 عامًا، من دون وصاية، وأنه لا يمكن لأي طرف اتخاذ القرارات نيابة عن اللبنانيين.

وأضاف، “هذه فرصة تاريخية لبناء شيء جديد، بعيدًا عن ماضي الوصاية.”

وتناول أيضًا قضية الثقة المتبادلة بين اللبنانيين، قائلاً: “هناك انعدام ثقة بين اللبنانيين، وقد أوصلنا ذلك إلى حرب 1975. لو كان هناك ثقة وعلاقات صحية لما وقعنا في هذا الانقسام والصراع الدموي.” وأضاف أنه لا بد من المصارحة والمصالحة بين اللبنانيين للتغلب على هذه المخاوف التاريخية، وأنه طرح في مجلس النواب فكرة مؤتمر المصارحة والمصالحة لتحقيق هذه الغاية. واعتبر أن غياب الشجاعة في مواجهة القضايا والمخاوف يعزز الانقسامات ويعرقل بناء الثقة.

كما تحدث الجميّل عن الجرح الكبير الذي يعاني منه المجتمع اللبناني، مشيرًا إلى أن المصارحة هي السبيل الوحيد لتطهير هذا الجرح ووقف التدهور. وقال: “عند وجود جرح عميق، يجب أن نكون شجعانًا لتنظيفه، ولا بد من تطهيره بشكل كامل كي لا نتعرض لمضاعفات مستقبلية.”

وأضاف أن الحاجز الوحيد الذي يمنع التقدم في موضوع المصارحة هو السلاح غير الشرعي، مشيرًا إلى أن وجوده يعيق الجلوس بين اللبنانيين من أجل بناء توافق وطني. وأكد أن الحلول يجب أن تكون دبلوماسية وحكيمة، بعيدًا عن المزايدات والمنطق العنفي.

وتحدث الجميّل عن اتفاق الطائف، مؤكدًا أنه يجب أخذ ما هو مفيد من هذا الاتفاق وتطوير ما يحتاج إلى تطوير، بما يعزز وحدة لبنان والعلاقة بين اللبنانيين. وأضاف: “علينا أن نطمئن اللبنانيين من الهواجس الطائفية، وندفع باتجاه تطوير الدولة والنظام الصحي وكل ما يتعلق بحياة اللبنانيين اليومية.”

وفي ختام كلمته، أعرب الجميّل عن أمله في أن يتمكن الحزب الاشتراكي واللقاء الديمقراطي من المساعدة في ترميم الجسور بين جميع فئات الشعب اللبناني وإعادة بناء علاقة صلبة وقوية.

البحث