براك

جاء في اللواء:

على الرغم من الأجواء الضبابية الضاغطة على الوضع المحلي، بارتباطاته بالملفين السوري والاقليمي، فإن المسار لم يتوقف، وبالتالي فالتوافق الداخلي يتقدم على ما عداه، سواءٌ على مستوى العمل التشريعي الذي سجّل خطوة نوعية امس، باقرار اتفاقية القرض مع البنك الدولي ومنح العسكريين المحملة وعوداً للمتقاعدين المدنيين في الاسلاك التي لم تستفد كافة، او لجهة انجاز ردّ لبناني موحد على مستوى الرئاسات الثلاث، وبالتنسيق مع حزب الله، على الورقة التي جاء بها الى بيروت الموفد الاميركي طوم براك، والذي يعود مطلع الاسبوع المقبل الى لبنان ولمدة يومين (الاثنين 7 تموز والثلاثاء 8 تموز) لاستلام الردّ اللبناني، وهو طلب مواعيد من الرؤساء الثلاثة: جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام لهذه الغاية.

وفي حين ينتظر لبنان بفارغ الصبر الجواب الدولي على طلب انتداب وحدات حفظ السلام في الجنوب (اليونيفيل) لولاية جديدة (سنة كاملة)، فإن اللجنة الثلاثية الممثلة للرؤساء الثلاثة، عاودت الاجتماع في بعبدا امس، لصياغة الرد اللبناني والمؤلف من اقسام ثلاثة، حسب المعلومات التي رشحت:

1- قسم يتعلق بالعلاقات مع سوريا، سواءٌ التجارية او لجهة ترسيم الحدود والتعاون الامني.

2- والقسم الثاني يتعلق بسلاح حزب الله وسائر الاسلحة غير الشرعية وضرورة الا يبقى سلاح خارج سلطة الدولة الشرعية، التي لها وحدها حق «حصرية السلاح» وقرار الحرب والسلم..

وبانتهاء وضع التصوُّر في ما خص الرؤية اللبنانية لمقاربة سلاح الحزب، فإن المقاربة سيتم اطلاع الحزب عليها، عبر قناة الرئيس بري، والحوار القائم بين فريق الرئيس عون وحزب الله، قبل انجازه بصورة نهائية.

3- أما القسم الثالث من الرد اللبناني، فهو يتعلق بالاصلاحات المالية والمصرفية والادارية المطلوبة، ليتمكن لبنان من تلقي المساعدات المتعلقة باعادة الاعمار او حتى الاستثمار، بعد رفع العقوبات عن سوريا، واطلاق ورشة مالية واعمارية واستثمارية غير مسبوقة.

ورقة براك

وحسب ما رشح من معلومات ذات صدقية، فإن الموفد الاميركي طوم براك قدَّم للبنان ورقة من 6 صفحات تقوم على تسليم حزب الله لسلاحه بالكامل، في مهلة لا تتجاوز ت2 او نهاية السنة على ابعد تقدير، مقابل انسحاب اسرائيل من النقاط الخمس، والافراج عن اموال اعادة الاعمار..

وحسب مصادر المعلومات فإن تنفيذ ورقة براك من شأنها ان تؤدي الى وقف الضربات الاسرائيلية وفتح الباب امام تمويل اعادة الاعمار، ووضع آلية تشرف عليها الامم المتحدة لاطلاق سراح اسرى حزب الله.

وحسب مصدر لبناني رسمي فإن لبنان يطلب في رده ضمانات بوقف الخروقات الاسرائيلية وانسحاب جيش الاحتلال من النقاط الخمس التي ما يزال يحتلها، واطلاق سراح الاسرى، وترسيم الحدود اضافة الى اعادة اعمار ما دمره العدوان الاسرائيلي.

وسألت «اللواء» مصادر سياسية عن دقة معلومات الوكالة، فقالت: قرأناها ولا تعليق، واللجنة تمثل الرؤساء ولا تزال تقوم بعملها، وهي معنية بتحديد الردود على الورقة الاميركية مهما تضمنت من مقترحات او مهل، وهي عقدت اجتماعاً بعد ظهر امس استمر الى المساء. لكن مصادر متابعة قالت ان اللجنة انجزت الكثير من النقاط، لكنها لا تزال تدرس «بعض النقاط الصعبة» مثل كيفية وآلية وتوقيت سحب سلاح حزب الله، خاصة اذا لم تتوافر ضمانات كافية للحزب وللبنان بوقف الانتهاكات الاسرائيلية، مع الاشارة الى ان الحزب لم يعلن بعد موافقته على تسليم السلاح.

وفي السياق، تستضيف السفارة الاميركية، في بيروت اجتماعاً لسفراء اللجنة الخماسية، وهي اضافة الى الاميركي، المملكة العربية السعودية، وفرنسا، ومصر وقطر، لبحث عنوانين:

1- السلاح. 2- الاصلاح، وذلك لمواكبة الحراك الرئاسي المتعلق بالرد على ورقة براك.

البحث