استقبل رئيس الحكومة اللبناني، الدكتور نواف سلام، في السرايا الحكومية صباح اليوم، عضو الكونغرس الأميركي داريل عيسى، بحضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون، ونائب رئيس مجموعة “تاسك فورس فور ليبانون” نجاد فارس. وتم خلال اللقاء بحث آخر التطورات على الساحة اللبنانية، إلى جانب العلاقات اللبنانية – الأميركية.
وفي تصريح للصحافيين بعد الاجتماع، وصف عيسى اللقاء مع رئيس الحكومة بـ”المثمر جداً”، معتبراً أن “لبنان يشهد يوماً جديداً”، مشيداً بالتقدم الذي أُحرز في الأيام الأخيرة، وواصفاً ما يجري بـ”الولادة الجديدة” للبلد.
وأشار إلى أن النقاش تطرق إلى ملف إعادة الإعمار، سواء في الجنوب أو في مختلف المناطق، إضافة إلى التحديات في قطاعات مثل الكهرباء والمياه، مشدداً على أهمية التعاون بين الولايات المتحدة وشركائها في أوروبا والخليج لدعم لبنان.
كما تم التباحث في ملفات عدة منها المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وإعادة هيكلة القطاع المصرفي، مؤكداً أن كل هذا “ما كان ليتحقق لولا وجود حكومة فاعلة وموحدة”.
وعن موقفه من قرار إسرائيل بشأن السيطرة على غزة، قال: “لم نناقش أي ملف خارج الإطار اللبناني. ما يميز الوضع في لبنان هو وجود حكومة فاعلة قادرة على إدارة شؤون البلاد وضمان الأمن”.
وأضاف أنه سيتوجه إلى مصر لإجراء محادثات تتعلق بالأوضاع الإنسانية في غزة، مؤكداً أن الاحتياجات هناك ملحة، وقد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تخصيص مساعدات إنسانية للقطاع.
أما في ما يتعلق بموقف “حزب الله” الرافض لتسليم سلاحه، فأوضح عيسى أن “مجلس الوزراء اللبناني اتخذ قراراً بهذا الشأن استناداً إلى اتفاق الطائف الذي ينص على تسليم كل الميليشيات لسلاحها”، مشدداً على أن “الحكومة موحدة حول ضرورة تنفيذ هذا القرار”، ومؤكداً ثقته بأن “الجيش اللبناني سيضطلع بدوره في هذا الإطار مع نهاية آب”.
ورداً على سؤال حول تفاؤله بمستقبل لبنان، قال: “أنا لبناني الأصل، ومتفائل لأننا نعيش اليوم لحظة طال انتظارها منذ عقود. ما يجري الآن هو فرصة تاريخية، والقرارات التي تتخذ لم تُتخذ منذ سنوات طويلة”.
واستقبل الرئيس سلام أيضاً النائب فيصل الصايغ برفقة أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر. وأشار الصايغ بعد اللقاء إلى أنهم طرحوا موضوع السجناء السوريين في السجون اللبنانية، لما له من أثر في الاكتظاظ، مؤكداً أن الرئيس سلام أبدى اهتماماً بالملف، ووعد بمتابعته عبر وزير العدل من خلال قنوات رسمية مع الجانب السوري، مع الحفاظ على المعايير القانونية والصحية.
وأضاف أن اللقاء كان مناسبة لتجديد دعم “اللقاء الديمقراطي” لقرارات الحكومة الأخيرة، خاصة تلك المتعلقة بالسيادة والإصلاح، مشدداً على ضرورة تطبيق “السلة المتكاملة” من القرارات، بما يشمل الانسحاب الإسرائيلي ووقف إطلاق النار، وعودة الأهالي لإعادة الإعمار، إلى جانب حصرية السلاح بيد الدولة.
في السياق نفسه، استقبل الرئيس سلام النائب ندى البستاني والنائب السابق أدي معلوف، وبحث معهما الأوضاع العامة في البلاد.
وفي إطار اللقاءات المطلبية، استقبل الرئيس سلام وفداً من بلدية عرسال برئاسة رئيس البلدية منير الحجيري، الذي سلّمه مذكرة بمطالب تخص المنطقة وسكانها، وعلى رأسها القيود المفروضة على وصول المزارعين إلى أراضيهم، في ظل وجود حواجز أمنية تعود إلى العام 2014، والتي تؤثر سلباً على الحركة الزراعية والمعيشية.
كما استقبل الرئيس سلام مجلس الإدارة الجديد لمعرض رشيد كرامي الدولي، برئاسة المدير العام هاني الشعراني، بحضور وزير الاقتصاد والتجارة عامر البساط، في زيارة بروتوكولية لشكره على تعيين المجلس الجديد.