تستعد الدولة اللبنانية لحدث يوصف بأنه “الأضخم” منذ سنوات، مع اقتراب زيارة قداسة البابا لاوون الرابع عشر إلى بيروت بين 30 تشرين الثاني و2 كانون الأول، في محطة تحمل أبعاداً رسوليّة ووطنية وسياسية في آن واحد. وفي مؤتمر صحافي عُقد في قاعة الشرف في لواء الحرس الجمهوري، كشفت اللجنة الرسمية المنظمة عن خريطة كاملة للترتيبات الأمنية واللوجستية والإعلامية الخاصة بالزيارة.
المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير شدد في كلمته على أهمية الزيارة التي تُعد الأولى للبابا منذ انتخابه، مشيراً إلى أن التحضيرات تشمل تنسيقاً دقيقاً بين الرئاسة الأولى، واللجنة الكنسية، والأجهزة الأمنية، بمواكبة مباشرة من اللبنانية الأولى نعمت عون. ووجّه شقير شكرًا واسعًا للمؤسسات الرسمية والخاصة والجمعيات الكشفية والإعلامية على دورها في التحضير للحدث.
برنامج الزيارة يمتد على ثلاثة أيام، يبدأ بالاستقبال الرسمي في مطار رفيق الحريري الدولي ثم زيارة القصر الجمهوري، فالإقامة في السفارة البابوية. ويتضمن اليوم الثاني محطات روحية ورمزية بارزة: الصلاة عند ضريح القديس شربل في عنايا، لقاء مسكوني في ساحة الشهداء، وزيارات إلى بازيليك حريصا والصرح البطريركي. أما اليوم الثالث فيتضمن زيارة لدير الصليب في بقنايا، والصلاة في مرفأ بيروت عن ضحايا انفجار الرابع من آب، وصولاً إلى القداس الإلهي الكبير على الواجهة البحرية.
التدابير الأمنية التي عرضها رئيس أركان لواء الحرس الجمهوري العميد مارون إبراهيم وصفت بأنها “الأكثر شمولاً” في السنوات الأخيرة. وتشمل إقفال وسط بيروت على مراحل قبل القداس، وإقامة نقاط تفتيش على جميع المداخل، ومنع الطائرات المسيّرة منعاً تاماً، إلى جانب إجراءات تنسقها مختلف الأجهزة الأمنية لحماية الحشود وضمان حسن سير المواكب الرسمية.
خطة نقل المشاركين إلى القداس البابوي بدورها جرى تفصيلها بدقة، مع تحديد مواقف خاصة لكل منطقة لبنانية وباصات مخصصة تحمل يافطات ملونة لتسهيل العودة. وأعلن المنظمون وجود تجهيزات شاملة في باحة القداس تشمل محطات مياه، نقاط إسعاف، حمامات عامة وخاصة، وشاشات عرض كبيرة، إضافة إلى تقسيم الباحة إلى قطاعات لونية تحدد أماكن جلوس الزوار بحسب مناطقهم.
وفي الشق الإعلامي، قدّم رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي العميد جوزف مسلم جدولاً دقيقاً لمواعيد تنقلات البابا، مشيراً إلى إقفال مزار سيدة حريصا والتلفريك خلال الزيارة، وتعليق نشاط الطيران الشراعي في محيط الإقامة البابوية.
بهذه التحضيرات، يدخل لبنان مرحلة التعبئة الشاملة لاستقبال حدث يُرتقب أن يسجل حضوراً شعبياً كثيفاً ورسالة دعم معنوية لبلد يبحث عن بصيص أمل في زمن الأزمات.