تحلّ، اليوم الاثنين، الذكرى الثانية عشرة لحادث التزلج الذي تعرّض له أسطورة سباقات الفورمولا 1 مايكل شوماخر في منتجع ميريبل الألبي بفرنسا، والذي غيّر مسار حياته بشكل جذري. فقد أصيب شوماخر حينها بإصابة خطيرة في الرأس عقب سقوطه أثناء التزلج، وخضع بعد ثلاثة أيام لعملية جراحية دقيقة في مستشفى جامعة غرونوبل.
وبعد يومين فقط، أنهى المسؤول الإعلامي الخاص به، سابين كيم، إصدار التقارير الطبية أمام وسائل الإعلام التي كانت ترابط يومياً أمام المستشفى، لتدخل حالة شوماخر بعدها في دائرة من الغموض التام. ولم يُسجّل منذ ذلك الحين سوى تحديث رسمي واحد في يوليو 2014، أعلن فيه خروجه من الغيبوبة ونقله إلى لوزان، قبل أن يعود بعد أسابيع إلى منزل العائلة قرب بحيرة جنيف، حيث يتلقى رعاية طبية متخصصة. وبعد مرور 12 عاماً، لم يطرأ تغيير يُذكر على حالته الصحية.
ومنذ ذلك الوقت، غابت أي معلومات رسمية عن وضع شوماخر، واقتصرت التصريحات على بعض الشخصيات القريبة من محيط الفورمولا 1، من بينهم روس براون، وجان تود، وبيرني إكليستون، وغيرارد بيرغر، في حين حُرم مدير أعماله السابق ويلي ويبر من زيارته طوال هذه السنوات.
عبارة هوبكنز المقلقة
في عام 2025، أدلى ريتشارد هوبكنز، صديق شوماخر وأول رئيس للعمليات في فريق ريد بول، بتصريحات أثارت القلق بشأن حالة البطل الألماني. ورغم إقراره بعدم امتلاكه أي معلومات حديثة، قال هوبكنز: «لم أسمع شيئاً مؤخراً، لكنني أعلم أن لديه طبيباً فنلندياً».
وأضاف في تصريحات لصحيفة «سبورتبايبل»: «لا أعتقد أننا سنرى مايكل مرة أخرى. أشعر بعدم ارتياح عند الحديث عن حالته بسبب السرية التي تتمسك بها العائلة. حتى لو كنت أفضل صديق لروس براون، لا أظن أنه سيفصح عن أي تفاصيل، وهذا نابع من احترام الجميع لرغبة العائلة».
ووفقاً لتقارير طبية غير رسمية خلال السنوات الماضية، فإن شوماخر يتمتع بوعي محدود ويتعرف على المقربين منه، لكنه غير قادر على الكلام أو المشي منذ الحادث. وقال جان تود، الرئيس السابق للاتحاد الدولي للسيارات، في وقت سابق: «إنه ليس مايكل الذي نعرفه».
متعلقات شوماخر تحطم الأرقام
خلال العام الجاري، تصدّر اسم شوماخر عناوين الأخبار مجدداً بعد بيع بدلة قيادة استخدمها في سباق جائزة المجر الكبرى عام 2000 مقابل 95 ألفاً و650 يورو في مزاد إلكتروني. كما بيعت خوذة فيراري موقعة تعود لعام 2003 بسعر 61 ألفاً و360 يورو، وأخرى بسعر 11 ألفاً و520 يورو، وذهبت نسبة من العائدات إلى مؤسسة خيرية أسستها عائلة شوماخر.
كما باع السير جاكي ستيوارت، في أبريل الماضي، خوذة موقعة خلال جائزة البحرين الكبرى 2025، مؤكداً أن شوماخر كان من بين الموقّعين عليها دعماً لمؤسسة تعنى بمرض الخرف.
حوالي 20 شخصاً فقط
من جهته، كشف الصحافي الألماني فيليكس غورنر، الذي يحافظ على تواصل محدود مع العائلة، أن حالة شوماخر «محزنة للغاية»، مشيراً إلى أنه يحتاج إلى رعاية مستمرة ويعتمد كلياً على مقدمي الرعاية، ولم يعد قادراً على التعبير عن نفسه لفظياً. وأضاف أن نحو 20 شخصاً فقط يُسمح لهم بالاقتراب منه، معتبراً أن هذه السياسة تحمي خصوصيته وتحترم مصلحته، وهو نهج التزمت به العائلة منذ اليوم الأول للحادث.