47a19d89-14c7-4ce1-8653-497d634b4024

أظهرت دراسة كويتية أن البقاء مستيقظًا لمدة 24 ساعة متواصلة يمكن أن يؤدي إلى تغيرات في سلوك الخلايا المناعية لدى الشباب الأصحاء، إذ تصبح مشابهة لتلك التي تُلاحظ لدى الأشخاص المصابين بالسمنة.

وأوضحت فاطمة الراشد من معهد دسمان للسكري في الكويت: “تؤكد نتائجنا على تحد صحي عام متزايد. التقدم التكنولوجي، وزيادة وقت استخدام الشاشات، والتغيرات في العادات الاجتماعية، جميعها عوامل تعطل بشكل متزايد ساعات النوم المنتظمة. وهذا الاضطراب في النوم له تأثيرات عميقة على الصحة المناعية والرفاهية العامة”.

ويؤكد الخبراء على ضرورة حصول البالغين على ما بين سبع وتسع ساعات من النوم يوميًا. فالنوم الكافي يعزز الصحة العامة ويقوي الجهاز المناعي، بينما يرتبط الأرق بزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة كالسكري وأمراض القلب، والتي غالبًا ما تنجم عن الالتهابات المزمنة.

ويُعتبر الالتهاب المزمن حالة يستمر فيها الجهاز المناعي في التفاعل مع المرض أو الإصابة حتى بعد زوال الخطر.

أظهرت دراسة أجراها فريق الراشد على 237 شخصًا بالغًا أن الأفراد الذين يعانون من السمنة لديهم نوم أقل جودة ومستويات أعلى من الالتهاب المزمن، بالإضافة إلى زيادة في نوع معين من الخلايا المناعية (الخلايا الأحادية غير التقليدية) مقارنة بالأشخاص النحيفين.
وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين يعانون من السمنة لديهم نوعية نوم رديئة ومستويات مرتفعة من الالتهاب المزمن منخفض الدرجة، بالإضافة إلى زيادة في أعداد الخلايا الأحادية غير التقليدية مقارنة بأقرانهم النحيفين.

وفي وقت لاحق, أجرى الباحثون تجربة على خمسة أشخاص نحيفين، حيث منعوهم من النوم لمدة 24 ساعة. ولاحظوا أن قلة النوم غيرت سلوك خلاياهم المناعية (الخلايا الأحادية)، لتصبح مشابهة لتلك الموجودة لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة.

ويشير الباحثون أن الحرمان من النوم قد يسهم في تفاقم الالتهاب المرتبط بالسمنة من خلال زيادة الخلايا الأحادية غير التقليدية، والتي تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الالتهاب.
وفي حال واجهت صعوبة في النوم، يمكنك تجربة تقنيات مثل تمارين التنفس، التصور الذهني، الحيل الذهنية، إلغاء الضوضاء، أو اللجوء إلى بعض المكملات الغذائية, وفقاً للباحثين.

نُشرت هذه الدراسة يوم الاثنين في مجلة Journal of Immunology.

البحث