ماريا غراتسيا كيوري

كما كان متوقعًا، أعلنت دار ديور رسمياً رحيل المصممة ماريا غراتسيا كيوري عن منصب المديرة الإبداعية لمجموعات الأزياء الراقية والملابس الجاهزة والإكسسوارات النسائية، بعد قرابة عقد من العطاء مع الدار الباريسية العريقة. وجاء عرض ديور كروز 2026 الذي أقيم يوم الثلاثاء كحفل وداع يختتم مسيرة كيوري المميزة مع الدار.

في بيان رسمي، أعربت دلفين أرنو، رئيسة مجلس الإدارة والرئيسة التنفيذية لدار ديور، عن شكرها العميق لما قدمته كيوري خلال فترة عملها، مشيدةً برؤيتها النسوية الملهمة وإبداعها الاستثنائي الذي حمل روح السيد ديور، مؤكدةً أنها تركت بصمة واضحة وساهمت في نمو الدار، وكانت أول امرأة تقود قسم الابتكار في مجموعات الأزياء النسائية.

من جانبها، عبّرت ماريا غراتسيا كيوري عن امتنانها للفرصة التي منحتها إياها ديور خلال تسع سنوات، شاكرةً الدعم والثقة التي تلقتها من السيد أرنو ودلفين، وأبرزت الدور الكبير الذي لعبه فريق عملها في تحقيق رؤيتها لأزياء المرأة المعاصرة، معبرةً عن فخرها بالفصل المؤثر الذي كتبته في تاريخ الدار.

ديور.. إرث يتطلب دقة في الاختيار

تُعرف ديور بعمق توجهها في اختيار مديريها الإبداعيين، حيث لا تعتمد على التبديل المتكرر، بل تختار من يمتلك أبعادًا فنية وثقافية تضيف إلى إرث الدار وحيويتها، كما حدث مع جون غاليانو ومرورًا بالمساهمة الفنية الغنية لماريا غراتسيا كيوري. كل مدير إبداعي هو كاتب فصل خالد في تاريخ “كتاب ديور”، وأعماله تُعرض في معارض الدار حول العالم.

ماريا غراتسيا كيوري: أزياء تحتفي بالمرأة

على مدار تسع سنوات، أرسى توجّه كيوري قاعدة تمكين المرأة من خلال أزيائها وإكسسواراتها، محافظةً على أناقة ديور الفاخرة بروح نسائية عصرية. بدأت رحلتها مع الدار في 2016 بمجموعتها التي حملت رسائل نسوية مثل القمصان التي كتب عليها “We should all be feminists”، مما انعكس إيجابًا على مبيعات الدار ونجاحها الكبير.

لم تقتصر إبداعاتها على التصاميم فحسب، بل وسعت من الحوار الفني مع فنانات وحرفيات من مختلف أنحاء العالم، عبر مجموعات ديور كروز التي جسدت تنوعًا ثقافيًا وحرفيًا، مؤكدة قدرة المرأة على الإبداع إذا أُتيحت لها الفرصة.

ماذا بعد رحيل كيوري؟

لم تكن مغادرة ماريا غراتسيا كيوري مفاجأة، بل جاءت بعد شهور من التكهنات في أروقة الموضة. وأكثر التوقعات تداولًا تشير إلى أن جوناثان أندرسون، المدير الإبداعي لمجموعات ديور الرجالية، قد يتولى أيضًا المسؤولية عن المجموعات النسائية، رغم أن الدار لم تؤكد أو تنفِ هذه الأخبار حتى الآن.

في دار مثل ديور، حيث القيمة السوقية تقدر بمليارات الدولارات، لا تُتخذ القرارات بشكل عشوائي أو مفاجئ، بل تُخطط بدقة وحذر. يبقى السؤال: هل سيتولى جوناثان أندرسون مهمة تصميم المجموعات النسائية فعلًا، أم ستفاجئ ديور العالم بخيار مختلف تمامًا؟

البحث