في زيارة هي الأولى منذ 14 عاماً، توجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مدينة ماغادان أقصى شرق البلاد، المعروفة بثرواتها من الذهب والفضة، في خطوة فسّرها مراقبون بأنها محاولة لتضميد جراح الماضي المرتبط ببيع ألاسكا وتفكك الاتحاد السوفيتي.
بوتين ظهر في شوارع المدينة وتوقف عند مواقع عدة، واضعاً إكليلاً من الزهور عند النصب التذكاري “أبطال طريق ألاسيبا الجوي”، في إشارة إلى الرغبة في فتح صفحة جديدة مع الولايات المتحدة، وإزالة بعض العوائق التاريخية.
المدينة، التي عُرفت سابقاً باسم كوليما، ارتبط تاريخها بالقيصر ثم بستالين، وكانت مركزاً لاكتشاف الذهب والبلاتين في القرن التاسع عشر، لتصبح رمزاً للثروات المدفونة في الشرق الروسي.
وتزامنت الزيارة مع القمة التاريخية التي جمعت بوتين بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في ألاسكا، حيث اختار ترامب موقعاً يحمل رمزية الحرب الباردة، ما أضفى على اللقاء دلالات سياسية عميقة.
اللافت أن الحديث عن العلاقة بين ترامب وبوتين لم يخلُ من دور ميلانيا ترامب، التي نسب إليها زوجها الفضل في إعادة التفكير بموقفه تجاه روسيا، في ظل الحرب الأوكرانية.
وفي موازاة ذلك، أثار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جدلاً واسعاً بعدما ظهر مرتدياً قميصاً يحمل شعار “CCCP” (الاتحاد السوفيتي)، وهو ما اعتبرته وسائل إعلام غربية رسالة “إمبريالية” مستفزة لأوكرانيا.
زيارة بوتين لماغادان، بكل رموزها ورسائلها، بدت محاولة لتكريس صورة روسيا كقوة عظمى تعيد رسم موقعها العالمي، مستندة إلى ثروات الشرق وتاريخٍ تحاول أن تداوي ندوبه.