المدرب السابق للمنتخب الإيطالي، روبرتو مانشيني

في مقابلة اتّسمت بالصراحة والوضوح، اعترف المدرب السابق للمنتخب الإيطالي، روبرتو مانشيني، بأنه ارتكب خطأً عندما قرر مغادرة منصبه، مؤكداً أن الأمور ربما كانت ستسير بطريقة مختلفة لو أجرى حواراً أعمق مع رئيس الاتحاد الإيطالي، غابرييلي غرافينا.

وقال مانشيني: «الخطأ كان قراري، وأنا أتحمل المسؤولية. شعرت حينها بأن الثقة التي وُضعت فيّ بدأت تتلاشى، لكن كان عليّ مناقشة الأمر، لا أن أرحل فجأة».

مانشيني، الذي قاد المنتخب الإيطالي لتحقيق لقب “يورو 2020″، تحدث لصحيفة لاغازيتا ديللو سبورت خلال فعالية في مسقط رأسه «يِزي»، قائلاً: «المنتخب كان بمثابة بيتي، وكنت سعيداً هناك. في كوفرشيانو كنا نعيش أجواء عائلية، ونتشارك روحاً جماعية قوية».

وعن الوضع الحالي للمنتخب الإيطالي والتقارير التي تحدثت عن توتر في الكواليس، امتنع مانشيني عن الخوض في التفاصيل بين المدرب الحالي لوتشيانو سباليتي والمدير الفني السابق كلاوديو رانييري، مكتفياً بالقول: «ليست لدي معطيات كافية، ولا أرغب في التدخل بعمل الآخرين».

أما عن احتمال عودته لتدريب المنتخب، فأوضح: «سيكون ذلك تحدياً كبيراً، وربما مليئاً بالمخاطر، لكنه حلم ما زال يراودني. الفوز مع المنتخب يختلف تماماً عن الانتصارات مع الأندية. لدي ألقاب مع الفرق، لكن التتويج مع إيطاليا له طعم خاص. ما زلت أحلم برفع كأس العالم».

وعند سؤاله إن كان يعتبر لقب “يورو 2020” معجزة، أجاب: «كان إنجازاً استثنائياً في وقت عصيب. نعم، الحظ قد يلعب دوراً، لكننا استحققنا ما أنجزناه. على الجانب الآخر، لم نوفق في تصفيات المونديال، رغم الأداء المميز: 27 تسديدة أمام مقدونيا ولم نسجل، وخرجنا بركلات الترجيح رغم سيطرة كاملة. هذه قسوة كرة القدم».

وتطرق مانشيني إلى أسباب تراجع مستوى الكرة الإيطالية، مشيراً إلى انخفاض عدد اللاعبين الإيطاليين في الأندية، وغياب الفرص الكافية أمام الشباب. وقال: «لم نعد نرى الأطفال يلعبون في الشوارع كما في الأرجنتين أو البرازيل. اللعبة أصبحت مؤسساتية جداً، وهذا يقتل الإبداع في المراحل المبكرة».

كما جدد دعمه للاعب الشاب سيموني بوفوندي، قائلاً: «لا يزال موهبة غير مفهومة. من غير المعقول ألا يشارك في دوري الدرجة الأولى. الشبان بحاجة إلى اللعب، وبحاجة أيضاً إلى مساحة لارتكاب الأخطاء».

وعن مستقبله المهني بعد نهاية تجربته مع المنتخب السعودي، كشف مانشيني عن تلقيه عدة عروض، منها اثنان من أندية إيطالية وثلاثة من الخارج، أبرزها من نادي بوتافوغو البرازيلي، لكنه فضل الانتظار بحثاً عن فرصة تناسب طموحه داخل إيطاليا.

وفي ما يتعلق بنهائي دوري أبطال أوروبا، الذي خسره إنتر ميلان أمام باريس سان جيرمان، قال مانشيني: «البداية الكارثية لإنتر أفسدت خطته، بعد تلقيه هدفين خلال أول 20 دقيقة، لكن لا يمكن تجاهل قوة باريس سان جيرمان».

وعن الشائعات التي ربطته بإنتر ويوفنتوس، نفى مانشيني وجود أي تواصل مع إدارة “النيراتزوري”، موضحاً أنه تحدث مع يوفنتوس قبل أشهر، لكن النادي فضّل التعاقد مع المدرب إيغور تودور.

وفي ما يخص المنافسة على لقب الدوري الإيطالي الموسم المقبل، رجّح مانشيني أن يكون نابولي مرشحاً بقوة إذا دعم صفوفه بشكل جيد، محذراً في الوقت ذاته من يوفنتوس الذي وصفه بـ«المنافس الخطير».

وعند سؤاله عن مكان وجوده في شهر سبتمبر المقبل، أجاب: «ربما لا يزال الوقت مبكراً للحسم، لكن من المرجح أن أعود إلى التدريب خارج إيطاليا. ما أبحث عنه الآن هو عرض يمنحني السعادة».

البحث