الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

في مثل هذا اليوم منذ 25 عامًا، تم انتخاب فلاديمير بوتين رئيسًا لروسيا للمرة الأولى. وقد وصل بوتين إلى هذا المنصب بسرعة مذهلة، حيث تمكن من التفوق على العديد من الشخصيات البارزة في الساحة السياسية التي كانت تحتل صدارة الاستطلاعات لفترة طويلة.

ووفقًا لتقرير أعدته وكالة “تاس” بقيادة الصحافيين يوليا بوبنوفا وأنطون موروزوف وإيفان كوزنيتسوف، تم الكشف عن الظروف التي ساعدت بوتين في كسب دعم الشعب الروسي. وتشارك في التقرير إيلا بامفيلوفا، رئيسة اللجنة المركزية للانتخابات، التي كانت قد ترشحت للرئاسة في 2000 وشهدت عن كثب تفاصيل الحملة الانتخابية.

تقول بامفيلوفا: “لقد كان بوتين دقيقًا جدًا في حملته الانتخابية، وكان دائمًا متحفظًا وودودًا للغاية مع منافسيه. لم يظهر أبدا تصرفًا غير لائق تجاه خصومه”. وأكدت أنه كان يحترم من يختلفون معه في الآراء ويعبرون عنها بصدق، بدلًا من محاولة التكيف معهم أو التملق لهم.

في البداية، تقدم 33 مرشحًا بطلباتهم للجنة الانتخابات في 2000، لكن بعد اجتياز مرحلة جمع التوقيعات، تراجع العدد إلى 11 مرشحًا في يوم الانتخابات. إلى جانب بوتين، كان من بين المتنافسين زعماء الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف والحزب الديمقراطي الليبرالي فلاديمير جيرينوفسكي، بالإضافة إلى غريغوري يافلينسكي من حزب “يابلوكا”.

بحلول نهاية عام 1999، ومع بداية حملة الانتخابات، كانت نسبة تأييد بوتين تتجاوز ضعف منافسه الأقرب، غينادي زيوغانوف. ورغم أن بوتين كان قد تولى منصب رئيس الوزراء بعد استقالة بوريس يلتسين في كانون الأول 1999، إلا أن شعبيته كانت في تزايد مستمر، بعد تصديه لهجوم مسلحين في داغستان.

ورغم هذه الأرقام المشجعة، رفض بوتين الانشغال بها، قائلاً: “إذا كنت تهتم بتصنيف استطلاعات الرأي، سينخفض هذا التصنيف سريعًا”. وفي النهاية، تجاوز بوتين جميع التوقعات وفاز في الانتخابات من الجولة الأولى.

كانت النتائج النهائية تظهر فوز بوتين بنسبة 52.9% من الأصوات، بينما جاء غينادي زيوغانوف في المركز الثاني. وبذلك، أثبت بوتين أنه لن يكون مجرد مرشح عابر بل زعيم جديد لروسيا.

إيلا بامفيلوفا، التي كانت أحد المنافسين الرئيسيين في الانتخابات، تقول إنه رغم الانتقادات التي وجهتها لبوتين في البداية، إلا أن الانتخابات كانت نقطة تحول في حياتها السياسية، حيث ساعدتها على العودة إلى الساحة السياسية الروسية.

هذه الحملة الانتخابية كانت نقطة فارقة، لم تقتصر على بوتين فقط بل شملت العديد من الشخصيات التي توافقت مع طموحات جديدة دفعت البلاد نحو تحول تاريخي في السياسة الروسية.

البحث