في تصعيد جديد للعنف المتكرر في إقليم بلوشستان المضطرب جنوب غرب باكستان، أعلن مسؤولون محليون، الجمعة، أن مسلحين مجهولين أقدموا على اختطاف وقتل تسعة ركاب بعد إنزالهم من عدة حافلات في منطقة جبلية، مساء الخميس.
وأكد المتحدث باسم حكومة الإقليم، شاهد رند، أن الركاب خُطفوا على مراحل من عدة مركبات، قبل العثور على جثثهم مصابة بطلقات نارية خلال ساعات الليل، وفق ما أفاد به أيضاً المسؤول نافيد علم.
ورغم عدم تبنّي أي جهة للمجزرة حتى اللحظة، تشير أصابع الاتهام بشكل غير مباشر إلى جماعات انفصالية تنشط في الإقليم، وعلى رأسها «جيش تحرير بلوشستان»، الذي سبق وشنّ هجمات مماثلة استهدفت ركاباً بعد تحديد هويتهم على أنهم من إقليم البنجاب شرقي البلاد.
ويشهد الإقليم الغني بالمعادن والمُتاخم لأفغانستان وإيران اضطرابات مزمنة منذ سنوات، إذ تتهم الجماعات البلوشية السلطات المركزية في إسلام آباد بـ”نهب موارد الإقليم لتمويل مشاريع في البنجاب”، في ظل غياب مشاريع تنموية محلية.
في بيان شديد اللهجة، أشار الجيش الباكستاني إلى أن “الهند تضاعف جهودها الآن لتعزيز أجندتها الخبيثة من خلال وكلائها”، في إشارة واضحة إلى دعم مزعوم للجماعات الانفصالية.
ويأتي هذا التصعيد بعد أشهر قليلة من هجوم نفذه مقاتلو «جيش تحرير بلوشستان» في مارس/آذار الماضي، حين فجروا خطاً للسكك الحديدية واحتجزوا أكثر من 400 راكب كرهائن، ما أسفر عن مقتل 31 شخصاً، في واحدة من أعنف الهجمات خلال السنوات الأخيرة.
الدماء التي سالت مجدداً في جبال بلوشستان تعيد التذكير بأن النزاع العرقي والسياسي هناك لا يزال بعيداً عن أي تسوية، وأن المدنيين هم دائماً أولى ضحاياه.