بدأ قسم تحليل الأداء في نادي ريد بول سالزبورغ النمساوي استعداداته المبكرة لمنافسات كأس العالم للأندية، لكن تغيّر الأجهزة الفنية لجميع خصومه في المجموعة أضفى مزيداً من الغموض على المواجهات، بحسب ما صرّح به مدرب الفريق، توماس ليتش.
وتأهل سالزبورغ إلى النسخة الموسّعة من البطولة، التي تُقام في الولايات المتحدة، بفضل تصنيفه في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا)، ليصبح أحد 12 ممثلاً لأوروبا، حيث أوقعته القرعة في المجموعة الثامنة إلى جانب ريال مدريد الإسباني، الهلال السعودي، وباتشوكا المكسيكي.
ويشترك خصوم سالزبورغ الثلاثة في عدة عوامل، أبرزها تغييرهم للمدربين قبل انطلاق البطولة، إضافة إلى وصولهم سابقاً إلى نهائي كأس العالم للأندية أو كأس القارات على الأقل مرة واحدة.
وقال ليتش في مقابلة مع وكالة “رويترز”: «تبدّل الأجهزة الفنية للفرق الثلاثة أجبرنا على إعادة التفكير في كل خططنا. كان علينا أن ننسى ما أعددناه مسبقاً، وهو ما شكل تحدياً كبيراً لقسم تحليل الأداء لدينا». وأضاف: «حتى ريال مدريد مع تشابي ألونسو، يظل مجهولاً نسبياً في هذه المرحلة. أنا متحمس لمعرفة كيف ستسير الأمور، خاصة في مواجهاتنا مع فرق من السعودية والمكسيك لم نواجهها من قبل».
وتولى تشابي ألونسو تدريب ريال مدريد خلفاً لكارلو أنشيلوتي، في حين استلم سيموني إنزاغي قيادة الهلال السعودي بعد خسارته نهائي دوري الأبطال مع إنتر ميلان، حيث جاء بعد مرحلة انتقالية قادها محمد الشلهوب خلفاً للمدرب البرتغالي خورخي خيسوس. أما باتشوكا، فقد أنهى علاقته مع مدربه جيليرمو ألمادا، ليُعين بدلاً منه خايمي لوزانو، المدرب السابق للمنتخب المكسيكي.
وعن تجربته السابقة في مواجهة ألونسو، قال ليتش، الذي سبق له التغلب عليه مرة واحدة مع بوخوم أمام باير ليفركوزن في 2023: «لا أظن أن لتلك المواجهات السابقة أي تأثير على مباراة كأس العالم المقبلة».
وأشار ليتش إلى أن فريقه لم يحظَ بفترة إعداد كافية، حيث اختتم موسمه المحلي في 24 مايو، ويخوض أولى مبارياته في البطولة أمام باتشوكا يوم 18 يونيو. وأضاف: «شعرنا وكأننا نعيش فترة توقف دولية طويلة. عدنا بسرعة وكان علينا الاستعداد في وقت قصير، لكن الحماس كان كبيراً لدى الجميع».
واستأنف الفريق تدريباته يوم الاثنين الماضي، بتشكيلة شهدت تغييرات ملحوظة عن نهاية الموسم، حيث انضم أربعة لاعبين جدد، إلى جانب عدد من المواهب الصاعدة من الأكاديمية. وعلّق ليتش: «لم أكن أتوقع هذا التحول السريع، لكننا نرى فيه بداية جديدة وفرصة ممتازة لتطوير الفريق».
وقد تأهل سالزبورغ للبطولة رغم كونه في المركز 18 على مستوى التصنيف الأوروبي، بسبب قاعدة تمنع تأهل أكثر من فريقين من الدولة الواحدة، وهي القاعدة التي حالت دون مشاركة ليفربول، رغم تصنيفه الأعلى، لصالح فرق أخرى مثل تشيلسي ومانشستر سيتي.
وسيواجه سالزبورغ منافسة شرسة، خاصة من الهلال وصيف بطل العالم 2022، وباتشوكا الذي بلغ نهائي كأس القارات للأندية مؤخراً. وفي كلتا المناسبتين، كان ريال مدريد هو الطرف الآخر في النهائي، وهو المتوَّج بلقب كأس العالم للأندية تسع مرات.
ورغم التحديات، يرفض ليتش تحديد أهداف نهائية في ظل الظروف المحيطة، ويقول: «نحن نرغب بتحقيق أفضل نتيجة ممكنة، وتقديم صورة مشرفة للنادي. نريد أن يخرج الجميع بانطباع أن سالزبورغ يستحق التواجد في البطولة».
واشتهر ريد بول سالزبورغ بتخريج المواهب وبيعها لأكبر أندية أوروبا، ومن بين أبرز من تخرّجوا في صفوفه إيرلينغ هالاند، كريم أديمي، ودومينيك سوبوسلاي.
وحول إمكانية بروز وجوه جديدة خلال البطولة، قال ليتش: «نحن ملتزمون بتطوير اللاعبين الشبان، وهذه البطولة تمثل فرصة مثالية لإظهار إمكانياتهم، لكن لا بد من التوازن وعدم المجازفة بالدفع بعشوائية. الأمر يتطلب دقة في التقييم واختيار اللحظة المناسبة».