مذيعة الذكاء الاصطناعي

في واقعة تسلّط الضوء على قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، خدع حساب جديد على وسائل التواصل الاجتماعي آلاف المستخدمين، بعد أن ظهر وكأنه يخص مذيعة تلفزيونية حقيقية تُدعى “إيسان أكسوي”، في حين أن الشخصية مصمّمة بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي.

الحساب، الذي انطلق على منصة إنستغرام ونجح خلال أشهر قليلة في جذب أكثر من 43,000 متابع، قدّم محتوى متنوعًا تراوح بين مشاهد السفر والطعام والحياة اليومية الراقية، إلى جانب مقاطع تُظهر الشخصية الافتراضية وهي “تُقدّم برامج تلفزيونية”.

من الواقع المزيف إلى الشهرة الحقيقية

رغم أن الشخصية لم تظهر قط على أي شاشة تلفزيونية فعلية، إلا أن صورها وفيديوهاتها بدت واقعية للغاية، ما ساعد على جذب جمهور واسع، بعضهم دفع مبالغ مالية للحصول على محتوى حصري عبر منصات مثل Patreon، حيث تراوحت الاشتراكات الشهرية بين 4 و771.50 جنيهًا إسترلينيًا.

التفاعل مع الحساب تنوّع بين الإعجاب الشديد والتعليقات الغرامية من متابعين لم يدركوا أن “أكسوي” ليست حقيقية. المفارقة أن منشئي الحساب لم يخفوا الحقيقة، وأعلنوا بوضوح أن الشخصية تم إنشاؤها باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.

تشابه مع مذيعة حقيقية يثير الجدل

مراقبون على وسائل التواصل أشاروا إلى تشابه كبير بين “أكسوي” والمذيعة الألبانية إيفا موراتي، سواء في أسلوب التصوير، الملابس، أو عرض نمط الحياة الفاخر، ما أثار شكوكًا حول مصادر الإلهام المستخدمة في تصميم الشخصية الافتراضية.

وقد وسّع منشئو الحساب نطاق ظهوره ليشمل منصات أخرى مثل تيك توك، إكس (تويتر سابقًا)، ويوتيوب، بينما ظلت منصتا إنستغرام وباتريون هما الأبرز في استقطاب الجمهور وتحقيق الأرباح.

تحذير رقمي: لا تقع في فخ “الشخصيات المصطنعة”

تُعد هذه الحادثة مثالاً واقعيًا على مدى تطور الذكاء الاصطناعي في إنشاء محتوى رقمي شديد الإقناع، كما تمثل تحذيرًا للمستخدمين من الانخداع بالشخصيات الرقمية، والتفاعل العاطفي مع كيانات غير موجودة في الواقع.

في عالم تتحوّل فيه الخوارزميات إلى وجوه مألوفة، بات من الضروري التحقّق من مصادر المحتوى والتعامل بحذر مع ما يبدو “حقيقيًا” على الشاشات.

البحث