المنتخب الإيراني

تواجه مشاركة المنتخب الإيراني في نهائيات كأس العالم 2026 تهديداً جدياً، في ظل تصاعد التوترات السياسية والعسكرية بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، خصوصاً مع كون الولايات المتحدة تستضيف الجزء الأكبر من مباريات البطولة المرتقبة، إلى جانب كندا والمكسيك.

وكان المنتخب الإيراني قد ضمن تأهله للبطولة في مارس (آذار) الماضي بعد تعادل حاسم أمام أوزبكستان بنتيجة 2 – 2، تألق فيه النجم مهدي طارمي، ليحجز مقعده للمرة السابعة في تاريخ مشاركاته بالمونديال. غير أن المتغيرات السياسية قد تقلب الحسابات الرياضية، وتمنع الحضور الإيراني، سواء على مستوى الفريق أو الجماهير.

وبحسب صحيفة «أستراليا نيوز»، فإن الإدارة الأميركية عادت لفرض قيود مشددة على دخول مواطني عدد من الدول، من بينها إيران، ما يهدد بشكل مباشر إمكانية حضور المنتخب الإيراني إلى الملاعب الأميركية أو حتى تواجد جماهيره في المدرجات.

ورغم وجود استثناءات رسمية للرياضيين والفرق المشاركة في البطولات الدولية، فإن هذه الاستثناءات لا تشمل المشجعين، وفق ما أكدته وكالة «أسوشييتد برس»، ما يعني أن الجماهير الإيرانية ستكون محرومة من مرافقة منتخبها إذا أقيمت مبارياته في الولايات المتحدة.

وتنص خطة البطولة على أن تستضيف الولايات المتحدة 78 مباراة من أصل 104، أي أن معظم الأدوار الإقصائية، وربما مباريات حاسمة في دور المجموعات، ستُقام على أراضيها. وفي حال تقدّم المنتخب الإيراني في الأدوار، سيصعب تفادي خوض مباريات في الولايات المتحدة، مما يطرح إشكاليات تنظيمية وأمنية حساسة.

من بين السيناريوهات المطروحة لتفادي التصعيد، احتمال نقل مباريات إيران في الدور الأول إلى كندا أو المكسيك، لكن هذا الحل المؤقت لن يصمد في الأدوار المتقدمة.

في سياق متصل، تبرز أزمة اللاعب الإيراني مهدي طارمي، مهاجم إنتر ميلان الإيطالي، الذي لا يزال عالقاً في طهران منذ عودته لخوض مباريات التصفيات وتسلّم جائزة أفضل لاعب إيراني. وكان من المفترض أن يسافر إلى الولايات المتحدة للمشاركة في كأس العالم للأندية، لكن الأوضاع الأمنية المتدهورة حالت دون ذلك.

وبحسب تقارير صحافية، فإن إدارة نادي إنتر، ممثلة برئيسها جوزيبي ماروتا، تدخلت لدى الخارجية الإيطالية وسفارة روما في طهران لمحاولة تأمين مغادرة اللاعب، إلا أن الجهود لم تؤتِ ثمارها حتى الآن.

في ظل هذه التطورات، يبقى مصير مشاركة إيران في كأس العالم 2026 رهناً بالتطورات السياسية والأمنية في الإقليم، وسط تحديات غير مسبوقة قد تضع “الفيفا” والمنظمين أمام اختبارات حساسة تتجاوز نطاق الرياضة.

البحث