مع تزايد المشكلات النفسية لدى المراهقين، ارتفع استخدام مضادات الاكتئاب بينهم، وسط جدل حول فعاليتها وآثارها الجانبية. ووفقًا لمسح أجرته مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) عام 2023، فإن 40٪ من طلاب المدارس الثانوية في الولايات المتحدة يعانون من مشاعر الحزن أو اليأس، و20٪ فكروا في الانتحار.
تشير بيانات 2022 إلى أن 4.5٪ من المراهقين الأميركيين حصلوا على وصفات مضادات اكتئاب، خاصة بعد جائحة كوفيد-19. وتُعد مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) الأكثر شيوعًا، إذ تساعد على تحسين المزاج من خلال زيادة مستوى السيروتونين في الدماغ.
ورغم فعاليتها، حذّرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) في عام 2004 من احتمال تسبب هذه الأدوية في زيادة الأفكار الانتحارية لدى من تقل أعمارهم عن 18 عامًا، بناءً على نتائج نحو 400 تجربة سريرية أظهرت أن 4٪ من الأطفال الذين تناولوا مضادات الاكتئاب أظهروا سلوكًا انتحاريًا، مقارنة بـ2٪ فقط من مستخدمي الدواء الوهمي.
يؤكد باحثو جامعة ستانفورد أن هذه الأدوية فعّالة وآمنة عند الحاجة، لكنها لا تُعد خيارًا أوليًا، خاصة في حالات الاكتئاب الخفيف، ويجب دمجها مع العلاج النفسي ومتابعتها طبيًا بشكل دقيق. كما شددوا على أهمية مراقبة تصرفات المراهقين وتغيّر علاقاتهم الاجتماعية أو الأكاديمية كعلامات قد تستدعي التدخل الطبي.