أثار سؤال افتراضي غير تقليدي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي نقاشاً واسعاً: من سينتصر في مواجهة بين مئة رجل وغوريلا وحيدة؟ وعلى الرغم من استحالة تطبيق هذا السيناريو عملياً لأسباب أخلاقية وقانونية واضحة، إلا أن الجدل الدائر حوله يكشف عن شغف الإنسان الدائم بتصور معارك أسطورية بين البشر وكائنات تتمتع بقوة استثنائية، على غرار ما نراه في الأساطير القديمة التي تروي قصص أبطال يتحدون وحوشاً هائلة.
شهد عام 2025 عودة هذا الموضوع إلى الواجهة بعد تغريدة انتشرت على منصة “إكس”، حيث أعرب صاحب الحساب عن ثقته بقدرة مئة رجل على هزيمة غوريلا إذا ما تعاونوا بجدية. اللافت أن هذه التغريدة حصدت تفاعلاً هائلاً وملايين المشاهدات، مما أعاد إحياء النقاش على نطاق واسع بين مستخدمي الإنترنت.
ورغم الطابع الترفيهي الظاهري للنقاش، حاول بعض المشاركين تحليله من منظور علمي، مشيرين إلى أن غوريلا “سيلفرباك” البالغة تزن حوالي 195 كيلوغراماً وتمتلك قوة عضلية هائلة تمكنها من رفع أكثر من 800 كيلوغرام، بالإضافة إلى قوة عض تصل إلى 1300 رطل لكل بوصة مربعة، وهي قوة تفوق قوة عض الأسد. كما تتميز الغوريلا بسرعة الحركة، وقدرتها على التسلق، وقوة ضرباتها التي تتجاوز بكثير قدرة الإنسان العادي.
في نقاش سابق على منتدى “Reddit” عام 2020، قبل هذه الموجة الأخيرة من الجدل، طُرح السيناريو نفسه مع تحديد أن الرجال غير مدربين على القتال ولا يمتلكون أي أسلحة. حينها، تباينت الآراء، لكن أغلب المشاركين رجحوا كفة الرجال في النهاية بعد سقوط عدد كبير منهم، بشرط أن يتمكنوا من إرهاق الغوريلا تدريجياً.
لاحقاً، انتشرت مقاطع فيديو لمحاكاة رقمية قدمت نتائج مختلفة؛ أظهر أحدها تفوق الغوريلا وسهولة تغلبها على الرجال، بينما عرض آخر سيناريو يتمكن فيه الرجال من التنظيم وإرهاق الغوريلا حتى السيطرة عليها في نهاية المطاف، ولكن مع خسائر بشرية جسيمة.
وفي خضم هذا الجدل المستمر، يبدو أن نتيجة المعركة الافتراضية ستعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك طبيعة الرجال المشاركين، ومدى تعاونهم، وقدرتهم على التخطيط الجماعي. أما الغوريلا، فعلى الرغم من قوتها البدنية الفائقة، إلا أن افتقارها للتكتيك الجماعي قد يشكل نقطة ضعف أمام عدد كبير من الخصوم المتعاونين.
في الختام، يبقى هذا النقاش مجرد فرضية للتسلية الفكرية، ولكنه يعكس اهتمام الإنسان الدائم بمفاهيم القوة، والصراع، والتفوق في مواجهة خصم يتمتع بقدرات خارقة.