دمار هائل في غزة

أكد مفوض وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، أن أي خطط سياسية تخص قطاع غزة لن تكون مجدية ما لم تُحقق أولاً حالة من الاستقرار والتعافي، مشدداً على أن ذلك يتطلب زيادة سريعة في المساعدات الإنسانية وإعادة تشغيل الخدمات العامة الحيوية.

وقال لازاريني في كلمة أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة إن الأونروا تتعرض لـ”حملة تشويه ممنهجة” من جانب إسرائيل، لكنه شدد في المقابل على أن عمل الوكالة مستمر في غزة على مدار الساعة لتقديم الخدمات الأساسية لسكان القطاع.

وأوضح أن مهندسي الأونروا تمكنوا من إيصال نحو 40% من المياه النظيفة في غزة، مشيراً إلى أن مراكز الوكالة تؤوي حالياً نحو 75 ألف نازح داخل القطاع. وأضاف أن قوة الأونروا العاملة، البالغ عددها 12 ألف موظف وموظفة، وما تحظى به من ثقة راسخة في المجتمع، تمنح الوكالة قدرة لا مثيل لها على الاستجابة وتقديم الخدمات.

وبيّن لازاريني أن الأونروا توفر 40% من إجمالي خدمات الرعاية الصحية الأولية في غزة، وتسهم في تعزيز الصحة العامة عبر حملات التحصين، وفحوصات التغذية، واختبارات جودة المياه، وبرامج مكافحة الآفات. كما يستفيد مئات الآلاف، بحسب قوله، من آبار المياه وأنظمة التحلية وخدمات إدارة النفايات التي تديرها الوكالة.

وفي قطاع التعليم، أشار المفوض إلى أن الأونروا تقدم تعليماً حضورياً لنحو 40 ألف طفل في غزة، وتدعم ما يقرب من 300 ألف طفل عبر منصات التعليم الإلكتروني.

وجدد لازاريني تأكيده أنه أبلغ الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن حماية ولاية الأونروا وعملياتها مسألة حيوية لبقاء ملايين الفلسطينيين على قيد الحياة، وتشكل ركناً أساسياً للوصول إلى حل سياسي طال انتظاره. كما أثنى على “العمل الاستثنائي” الذي تقوم به طواقم الوكالة، والتي واصلت خدمة مجتمعاتها، بما في ذلك في غزة، رغم الظروف بالغة الصعوبة.

ولفت أيضاً إلى تسليط الضوء على ما وصفه بـ”محاولات مستمرة لحملات تضليل إعلامي” تستهدف تشويه سمعة الأونروا وتقويض دورها، مؤكداً أن الوكالة ماضية في أداء مهامها الإنسانية رغم هذه الضغوط.

البحث