تشهد مستحضرات العناية بالبشرة إقبالاً متزايداً على مكوّنات البروبايوتيكس، والبريبايوتيكس، والبوستبايوتيكس، نظراً لدورها في دعم صحة البشرة والميكروبيوم الجلدي، في وقت لا يزال فيه كثير من المستهلكين يجهلون طبيعتها وكيفية عملها.
ويعيش على سطح الجلد نظام بيئي متكامل من البكتيريا والخمائر والفطريات يُعرف بـ”الميكروبيوم”، وقد جذب هذا النظام اهتمام صناعة التجميل خلال السنوات الأخيرة، خاصة في معالجة حالات مثل التهاب الجلد والإكزيما عبر مكوّنات داعمة للميكروبيوم.
وتُستخدم اليوم هذه المكوّنات الثلاثة في العديد من مستحضرات العناية بالبشرة؛ حيث تُعرّف البروبايوتيكس بأنها كائنات دقيقة نافعة (بعد معالجتها)، بينما تُعدّ البريبايوتيكس مواد مغذية لهذه البكتيريا الجيدة، في حين تمثّل البوستبايوتيكس الجزيئات التي تنتجها هذه البكتيريا على سطح الجلد.
وفي هذا السياق، يسلّط الخبراء الضوء على أبرز المفاهيم المتداولة حول هذه المكونات:
1- اختلال الميكروبيوم يسبب مشاكل جلدية
يرتبط ازدياد البكتيريا الضارة على سطح الجلد بظهور مشكلات جلدية مثل حب الشباب، والاحمرار، والحكّة. ويساهم تحسين بيئة البكتيريا النافعة في الحفاظ على صحة البشرة وتأخير علامات الشيخوخة، إضافة إلى المساعدة في السيطرة على بعض الحالات الجلدية عبر استهداف البكتيريا المسبّبة للمشكلة بدلاً من القضاء على جميع أنواع البكتيريا كما كان يحدث في السابق، وهو ما يُطبّق أيضاً في حالات الإكزيما باستخدام البريبايوتيكس والبوستبايوتيكس.
2- ليس البروبايوتيكس وحده المسؤول عن دعم الميكروبيوم
تشير الأبحاث إلى أن البوستبايوتيكس تساعد في تحفيز البكتيريا الجيدة الموجودة أصلاً على البشرة، كما أن عوامل خارجية عديدة يمكن أن تخلّ بتوازن الميكروبيوم، مثل الإجهاد، والتدخين، والتلوث، والتدفئة والتكييف، والماء الساخن، والنظام الغذائي، وبعض مستحضرات الوقاية من الشمس، والمضادات الحيوية، وحتى نوعية الأقمشة التي تلامس الجلد.
3- كريمات التجميل لا تحتوي على بكتيريا حية
تمنع القوانين التنظيمية العالمية استخدام البكتيريا الحية في مستحضرات التجميل. وعند الإشارة إلى البروبايوتيكس في منتجات العناية بالبشرة، فإن المقصود غالباً هو بكتيريا غير حيّة تمّت معالجتها حرارياً. وتكون البريبايوتيكس عادة عبارة عن سكريات، فيما تندرج مكوّنات مثل حمض اللاكتيك، والأحماض الأمينية، والبيبتيدات ضمن البوستبايوتيكس.
4- هذه المكوّنات لا تُذكر دائماً باسمها الصريح على الملصقات
لا يُشترط أن تُذكر البروبايوتيكس والبريبايوتيكس والبوستبايوتيكس بأسمائها المباشرة على عبوات المستحضرات؛ فقد تندرج بعض المواد تحت تسميات أخرى، مثل “ألفا-غلوكان أوليغوساكاريد” ضمن فئة البريبايوتيكس، كما أن مكوّنات شائعة مثل الإينولين والغليسيرين يمكن أن تؤدي دور البريبايوتيكس دون أن يعرف المستهلك ذلك دائماً، إضافة إلى مكوّنات أخرى مثل الشوفان والسكوالين التي تُعدّ مفيدة للبكتيريا النافعة على سطح الجلد.