تترقب جماهير كرة القدم الإفريقية الظهور الثاني في تاريخ منتخب بوتسوانا، الملقب بـ«الحمير الوحشية»، عندما يواجه منتخب السنغال، بطل إحدى النسخ السابقة، في الجولة الأولى من دور المجموعات لكأس أمم إفريقيا. ومع هذا الظهور، يعود إلى الواجهة سؤال متكرر لدى المتابعين حول خلفية هذا اللقب الغريب والمميز.
يُعد الحمار الوحشي رمزاً وطنياً في بوتسوانا، حيث تعكس الخطوط المتداخلة على جسده فكرة الانسجام والتعايش بين مختلف الأعراق في البلاد. ويشكل العرق التسواني النسبة الأكبر من السكان بنحو 79 في المئة، إلى جانب مجموعات عرقية أخرى مثل الكالانجي والبصاراوا، إضافة إلى أقليات من الهنود والبيض.
ويُعد حمار الزرد من نوع «بورشل» الأكثر انتشاراً في بوتسوانا، وقد حمل هذا الاسم نسبة إلى العالم البريطاني ويليام جون بورشل الذي اكتشف هذا النوع في بدايات القرن التاسع عشر. ويتميز هذا الحيوان بقدرته على التكيف مع الظروف القاسية في الطبيعة الإفريقية.
وتشهد بوتسوانا هجرتين موسميتين للحمير الوحشية، الأولى باتجاه مناطق تشوبي ولينيانتي خلال فترات الجفاف، والثانية نحو مستنقعات سافوتي ومنخفض مابابي عقب هطول الأمطار. وتُصنف هذه التحركات ضمن أطول الهجرات البرية في إفريقيا، إذ تقطع الحمير الوحشية مسافات تتراوح بين 500 و1000 كيلومتر ذهاباً وإياباً من أجل البقاء.
على الصعيد الكروي، لا يزال منتخب بوتسوانا يبحث عن تحقيق فوزه الأول في تاريخ مشاركاته بكأس أمم إفريقيا، إذ يُعد واحداً من ثلاثة منتخبات لم تنجح في الفوز بأي مباراة في البطولة حتى الآن. وخلال مشاركته الأولى عام 2012، تلقى المنتخب ثلاث هزائم متتالية أمام غانا وغينيا ومالي، ما يجعل مشاركته الحالية فرصة جديدة لكسر هذا الرقم السلبي وكتابة صفحة مختلفة في تاريخه القاري.