مع انتهاء موسم الأعياد واقتراب العام الجديد، يدخل مستخدمو الهواتف الذكية ما يُعرف بموسم الاحتيال الإلكتروني، حيث يضاعف القراصنة والمحتالون نشاطهم مستغلين كثافة الرسائل والعروض الترويجية في هذه الفترة، بهدف سرقة الأموال أو الحصول على البيانات الشخصية.
وفي هذا الإطار، حذّرت شركة الأمن السيبراني «Avast» من تزايد عمليات الاحتيال عبر الرسائل النصية القصيرة (SMS)، مشيرة إلى أن هذا النوع من الهجمات بات يشكّل تهديداً متنامياً للمستخدمين.
وتعتمد هذه الرسائل، على غرار هجمات التصيّد الاحتيالي، على خداع الضحية ودفعه إلى النقر على روابط خبيثة أو تحميل ملفات ضارة، فيما تكمن خطورتها في أن أنظمة الهواتف المحمولة غالباً ما تكون أقل تحصيناً مقارنة بأجهزة الكمبيوتر.
أكثر أنواع رسائل الاحتيال شيوعاً
وبحسب «Avast»، تشمل أكثر الأساليب انتشاراً حالياً رسائل تزعم وجود طرود لم يتم تسليمها، ومحاولات سرقة رموز التحقق لمرة واحدة (OTP)، إضافة إلى مطالبات بردّ ضرائب أو دفع غرامات، واسترداد أموال مزيف، وانتحال صفة أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء.
كما تنتشر رسائل الجوائز والعروض والاستطلاعات الوهمية، وعروض العمل الجانبي أو الوظائف المزيفة، وفرص الاستثمار أو العملات الرقمية المشبوهة، إلى جانب مكالمات الدعم الفني الوهمية أو طلبات معاودة الاتصال، وتنبيهات مزيفة تتعلق بالحسابات البنكية أو البريد الإلكتروني أو منصات العملات الرقمية.
كيف تحمي نفسك؟
تشير الشركة إلى أن القاسم المشترك بين معظم هذه الرسائل هو خلق شعور بالإلحاح، عبر استخدام عبارات من قبيل «الإشعار الأخير» أو «تحرك فوراً»، أو التهديد بإغلاق الحساب.
كما حذّرت من الروابط المختصرة مثل «bit.ly» و«tinyurl»، التي تُستخدم غالباً لإخفاء الوجهة الحقيقية للرابط، مؤكدة أن طلب إدخال رموز سرية أو أرقام PIN أو تنفيذ عمليات دفع فوري عبر الرسائل النصية يُعد مؤشراً خطيراً، إذ لا تطلب أي جهة رسمية هذه المعلومات بهذه الطريقة.
وأضافت أن الأخطاء الإملائية غير المعتادة، أو كتابة أسماء العلامات التجارية بشكل خاطئ، أو الضغط لتغيير وسيلة التواصل، كلها إشارات شائعة على عمليات النصب.
وتبقى النصيحة الأهم هي تجاهل الرسالة وعدم التفاعل معها نهائياً. أما الراغبون في المساهمة في مكافحة هذه الظاهرة، فيمكنهم إعادة توجيه الرسائل الاحتيالية إلى الرقم 7726 (SPAM)، لمساعدة شركات الاتصالات على رصدها وحظرها.
ومع تزايد الاعتماد على الهواتف الذكية في الحياة اليومية، تبقى اليقظة الرقمية خط الدفاع الأول في مواجهة موجات الاحتيال الإلكتروني المتصاعدة.