روتين يومي- تعبيرية

يحذّر الأطباء من أن الجلوس الطويل والعمل المكتبي الخامل لم يعد مجرد عادة سيئة، بل عامل خطر مباشر يترك أثره على صحّتنا الجسدية والنفسية معاً. وتشير الدكتورة ريجينا بيغبولاتوفا، أخصائية أمراض الروماتيزم، إلى أن البقاء في وضعيات رتيبة لساعات متواصلة يخلق سلسلة من التفاعلات الضارة داخل الجسم قد لا نلاحظها في البداية، لكنها تتراكم بصمت.

بحسب الطبيبة، يؤدي النشاط البدني المنخفض إلى تشنجات عضلية وضعف تدفق الدم، وهو ما يرهق الجهاز العصبي ويولّد شعوراً عاماً بالخمول والإنهاك. ويتعدى الأمر الآثار الجسدية ليطال الصحة النفسية؛ إذ يختلّ النوم، وتزداد المشاعر السلبية والقلق، وقد تتفاقم الحالة إلى حدّ حدوث اضطرابات مناعية ذاتية لدى بعض الأشخاص.

وتشدد الطبيبة على أن الحل لا يكمن في تمارين مكثّفة بين الحين والآخر، بل في نهج يومي متوازن يدمج بين العمل الذهني والراحة النشطة. وتنصح بأن يتخلل كل 20 إلى 30 دقيقة من الجلوس فترات قصيرة من الحركة تمتد بين 5 و10 دقائق، تتضمن تمارين إطالة أو إحماء خفيفة، ما يساعد على تخفيف الضغط عن العضلات والعصبونات.

كما تؤكد أن النشاط البدني خارج ساعات العمل ضروري بالقدر نفسه، بدءاً من المشي اليومي لمدة 40 إلى 60 دقيقة، وصولاً إلى قضاء وقت أطول في الهواء الطلق. هذه الممارسات البسيطة تحسّن اللياقة العامة، ترفع المزاج، وتخفف القلق، بما يشبه إعادة ضبط شاملة للجسم.

ومع تسارع نمط الحياة الحديثة واعتماد الكثيرين على العمل المكتبي والشاشات، يصبح إدراك ضرر الجلوس الطويل خطوة أولى نحو نمط أكثر صحة وحيوية.

البحث