تشير الدراسات إلى أن اللغة اليومية، سواء في المحادثات العابرة أو الرسائل أو المنشورات على الإنترنت، يمكن أن تعكس جوانب عميقة من شخصياتنا. حين تتحول السمات الشخصية الطبيعية إلى أنماط جامدة ومتطرفة تسبب معاناة وتؤثر على العلاقات، فقد تشير إلى اضطراب في الشخصية، مثل النرجسية أو الشخصية الحدية، ويترك هذا أثره في كلامنا وكتابتنا.
اللغة تعمل كمرآة غير مقصودة للحالة النفسية. على سبيل المثال، تحليل رسائل بعض القتلة المتسلسلين أظهر تركيزًا شديدًا على الذات باستخدام كلمات مثل “أنا” و”لي”، مع نبرة باردة أو متعالية، ما يعكس أنماط تفكير متطرفة ومنفصلة عن الواقع.
الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات شخصية غالبًا ما يستخدمون لغة تتسم بـ:
- التركيز على الذات: تكرار ضمائر الأنانية مثل “أنا”، “لي”، مع الحديث السلبي المتكرر عن الماضي.
- المشاعر السلبية المكثفة: مثل الغضب والانزعاج، والتعبير المتنوع عنها.
- غياب لغة الترابط الاجتماعي: قلة استخدام كلمات مثل “نحن”، “معًا”، “حب”، ما يعكس انفصالًا عن الآخرين.
- التفكير الأبيض أو الأسود: كلمات مثل “دائما”، “أبدا”، “مطلقا”.
- التركيز على الألم والصدمات: خاصة المتعلقة بالطفولة أو العلاقات القريبة.
هذه المؤشرات تصبح ذات دلالة حقيقية عندما تظهر مجتمعة ومستقرة عبر الوقت، وليس في لحظات غضب عابرة. تراكم النمط اللغوي يوفر صورة أدق عن الحالة الداخلية للشخص.
الهدف ليس تشخيص شخص ما من مجرد كلماته، بل استخدام اللغة كجسر للتواصل والتعاطف، وزيادة الوعي بما يحدث فينا وبيننا، لاكتشاف إشارات مبكرة للمعاناة أو الاضطراب النفسي.