التواصل الرقمي

تزداد المخاوف في وسائل الإعلام الروسية من تأثير التكنولوجيا الحديثة والإنترنت، خاصة انتشار الهواتف الذكية، على سلامة اللغة الروسية. ويرجع ذلك جزئياً إلى التغير السريع في طرق التواصل الرقمي، الذي أدخل إلى الكتابة اليومية الكثير من العاميات والاختصارات، مما يهدد المعايير اللغوية التقليدية.

تشرح الدكتورة غالينا ماندريكوفا، رئيسة قسم فقه اللغة في جامعة نوفوسيبيرسك التقنية الحكومية، أن الإنترنت أسفر عن أسلوب تواصل جديد، حيث يكتب الناس كما يتحدثون. ونتيجة لذلك، تبسطت اللغة، وتراجعت التراكيب النحوية المعقدة لتحل محلها جمل أقصر وأكثر وضوحاً، مع انخفاض في استخدام صيغ مثل “اسم الفاعل”. وتوضح أن هذا التحول يعكس تكيف اللغة مع نمط الحياة الحديثة الذي يتطلب سرعة في تبادل المعلومات وإيجازاً في التعبير.

كما أن طريقة الكتابة نفسها تغيرت؛ فالكتابة على لوحة المفاتيح تختلف عن اليدوية، مما يؤثر على الأسلوب والهجاء. أما الأخطاء اللغوية على الإنترنت، فهي مقبولة بدرجات متفاوتة؛ فبعض المستخدمين يسعون لتصحيحها، وآخرون يرونها جزءاً طبيعياً من لغة التواصل الرقمي، بينما يشعر البعض بالحيرة حول ما إذا كانت صحيحة أم لا.

من جانبها، تشير أناستاسيا بارشينا، أخصائية التسويق في قسم السياسة الإعلامية بالجامعة نفسها، إلى أن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على اللغة الروسية هو “سلاح ذو حدين”. فبينما تضفي على التواصل حيوية وسرعة وعاطفية أكبر، فإنها تحمل في الوقت ذاته خطر تغيير البنية اللغوية بشكل قد يضعف المعايير التقليدية.

وفي الختام، تؤكد الخبيرة على أهمية القراءة الواسعة كوسيلة لتعزيز الفهم اللغوي والتمسك بالقواعد، مشددة على ضرورة غرس عادة القراءة منذ الطفولة لضمان نشأة جيل واعٍ بلغته، قادر على الموازنة بين الحداثة والحفاظ على الهوية اللغوية.

البحث