البابا لاوون الرابع عشر (أرشيفية)

طرحت صحيفة نيويورك تايمز تساؤلات حول ما إذا كان انتخاب البابا لاوون الرابع عشر، وهو أول أميركي يتولى السدة البابوية، قد يقدّم رؤية مختلفة للقيم الأميركية في العالم، خصوصاً في ظل التوجهات التي رسّخها الرئيس السابق دونالد ترامب.

ووصفت الصحيفة هذه اللحظة بأنها استثنائية من حيث الحضور الأميركي على الساحة الدولية، إذ يتولى منصبين عالميين مؤثرين كل من ترامب، بمرجعيته السياسية، والبابا لاوون، بسلطته الروحية. وفيما ينتهج ترامب سياسة “أميركا أولاً” القائمة على الحمائية والانغلاق، قد يعكس البابا الجديد توجهاً مغايراً من خلال دفاعه عن التعددية والعدالة الاجتماعية.

ورغم كونه أميركي المولد، لم يتحدث البابا لاوون باللغة الإنجليزية عند تقديمه للعالم، بل اختار الإيطالية والإسبانية في إشارة إلى جذوره المتنوعة ورعيته العالمية. كما تجاهل الإشارة إلى بلده الأصلي، رغم الحضور الأميركي اللافت في ساحة القديس بطرس.

وتبرز إشارات إلى اختلاف واضح في الرؤى بين البابا والإدارة الترامبية، إذ أعاد حساب مرتبط بالبابا نشر محتوى ناقد لسياسات ترامب في مجالات مثل الهجرة، وتغيّر المناخ، والسيطرة على الأسلحة. وقال تشارلي سايكس، الكاتب المحافظ المناهض لترامب: “لدينا الآن صوت أخلاقي قوي قد يواجه الصوت السياسي القوي لترامب”.

في المقابل، يجد مؤيدو ترامب بعض الأمل في مواقف البابا التقليدية حيال قضايا مثل الإجهاض والمناهج التعليمية، لكنهم يتريثون في الحكم عليه. وعبّر بعض المقرّبين، مثل شقيق البابا، عن يقينهم بأنه لن يتردد في التعبير عن خلافاته مع الإدارة الأميركية عند الضرورة.

ولا يزال من المبكر الحكم على طبيعة العلاقة التي ستجمع البابا لاوون بالولايات المتحدة، خاصة أن الفاتيكان لم يبرز هويته الأميركية رسمياً، كما لم يكن ذلك عاملاً أساسياً في انتخابه. غير أن حضوره العالمي وخلفيته الأخلاقية يضعانه في موقع قادر على تقديم خطاب موازٍ لرؤية ترامب، وإنْ بصوت غير سياسي.

البحث