تزداد أساليب الاحتيال عبر الرسائل تطورًا ودهاءً، مما يشكّل تهديدًا متناميًا لمستخدمي التطبيقات. وفي مواجهة هذه التحديات، أعلنت شركة «واتساب» التابعة لـ«ميتا» عن إطلاق مجموعة أدوات وميزات أمنية جديدة تهدف إلى حماية المستخدمين من الوقوع ضحية للاحتيال، إلى جانب إرشادات توعوية ترفع من وعيهم الرقمي.
ملايين الحسابات المزيّفة أُغلِقت
وفقًا لما أعلنته «ميتا»، تم إيقاف أكثر من 6.8 مليون حساب على واتساب خلال النصف الأول من عام 2025، بسبب ارتباطها بشبكات احتيال منظم. وشملت أنشطة هذه الحسابات عروضاً وهمية للاستثمار في العملات الرقمية، وعمليات خداع تتخفى تحت ستار “مهام تيك توك” أو مخططات تسويق تصعيدية. وقد أُغلقت هذه الحسابات بشكل استباقي، ما حال دون وصولها إلى المستخدمين أو استغلالهم.
ميزات حماية جديدة
من أبرز الإضافات الأمنية التي كشفت عنها «واتساب»:
معاينة الأمان عند إضافتك لمجموعة جديدة: تظهر شاشة توضح من أضافك، ومتى أنشئت المجموعة، وعدد الأعضاء فيها، مع تحذيرات إذا بدا الأمر مشبوهاً.
تقييد عرض الرسائل في المجموعات الجديدة: لا تظهر الرسائل تلقائيًا إلا بعد موافقة المستخدم على الانضمام.
ميزة “توقف قبل الدردشة”: تنبه المستخدم قبل التفاعل مع أرقام غير محفوظة، لتشجيعه على التريث والتفكير قبل الرد.
إطار STOP لمكافحة الاحتيال
بالتعاون مع خبيرة الأمن السيبراني رايشل توباك، تروّج «واتساب» لاستخدام إطار وقائي يحمل اسم “STOP”، ويتضمن 3 خطوات أساسية:
توقف – لا ترد على الرسالة مباشرة.
تساءل – هل تبدو منطقية؟ هل تعدك بربح سريع؟
تحقق – اتصل بالمرسل عبر وسيلة مستقلة للتأكد من هويته.
يهدف هذا الإطار إلى تمكين المستخدمين من التفكير النقدي وتفادي التفاعل العاطفي أو المتسرع مع الرسائل المشبوهة.
شبكات احتيال متعددة المنصات
رصدت «ميتا» أن شبكات الاحتيال الحديثة تستغل تعدد المنصات الرقمية لخداع الضحايا، حيث تبدأ المحادثات عبر تطبيقات مواعدة أو رسائل نصية، ثم تنتقل إلى «واتساب» أو «تلغرام» أو «تيك توك»، مما يُصعّب تتبّعها.
ومن أبرز أساليب الاحتيال الجديدة، مطالبة المستخدم بـ”إثبات الربح” قبل أن يُطلب منه إيداع أموال في محافظ وهمية، ما يعطي انطباعًا زائفًا بالمصداقية.
الذكاء الاصطناعي في المواجهة
تعتمد «ميتا» بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة لرصد الأنشطة المشبوهة وإغلاق الحسابات تلقائيًا قبل أن تتسبب بضرر. وتُعرض تحذيرات فورية للمستخدمين بمجرد وجود إشارات خطر.
وتسعى «واتساب» أيضًا إلى التعاون مع جهات خارجية مثل شركة OpenAI لتعزيز الجهود الدولية لمكافحة الاحتيال السيبراني.