ترامب وبوتين


أبلغ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو حلفاء واشنطن الأوروبيين بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب تربط تقديم أي ضمانات أمنية لأوكرانيا بالتوصل أولاً إلى اتفاق سلام مع روسيا، وفق مصادر دبلوماسية أوروبية لموقع “بوليتيكو”.

وأكدت المصادر أن روبيو شدد خلال اتصال هاتفي مع مسؤولين أوروبيين على استعداد ترامب للتفاوض بشأن ضمانات أمنية طويلة الأمد تضمن شعور كييف بالأمان، وذلك ضمن ترتيبات ما بعد أي اتفاق محتمل. ويعتبر الجانب الأوكراني الضمانات الغربية ركيزة أساسية لأي تسوية مع موسكو.

وتأتي هذه التطورات في ظل حالة ارتباك أوروبي بسبب الرسائل المتباينة الصادرة عن الإدارة الأميركية، حيث تصر واشنطن على إنجاز “حزمة كاملة” من التفاهمات بسرعة، بينما تعتبر الضمانات الأمنية ملفاً منفصلاً عن نقاط أخرى سبق التوافق بشأنها.

وفي محادثات جنيف الأخيرة، تطرق روبيو إلى الضمانات الأمنية دون الخوض في تفاصيل، مما أثار تساؤلات لدى الشركاء الأوروبيين حول ملفات حساسة، مثل وحدة الأراضي الأوكرانية والأصول الروسية المجمدة.

وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أن الضمانات الأمنية ستكون جزءاً لا يتجزأ من أي اتفاق سلام، مشددة على ضرورة توفير “ضمانات كاملة وردع فعال” لمصلحة أوكرانيا.

وقد أثارت تسريبات المقترحات الأميركية الأولية جدلاً واسعاً، خصوصاً بشأن تقليص عدد القوات الأوكرانية إلى 600 ألف جندي دون فرض قيود مماثلة على القوات الروسية، وهو ما اعتبرته واشنطن “نقطة انطلاق للنقاش”.

وتواجه الإدارة ضغوطاً داخلية لضمان عدم شن روسيا حرباً جديدة على أوكرانيا، في حين يقدم الاتحاد الأوروبي الدعم باستخدام الأصول الروسية المجمدة، مع قيادة فرنسا وبريطانيا لـ”ائتلاف الراغبين” المكون من 33 دولة لإرسال قوات محتملة.

ويعرب مسؤولون أوروبيون عن قلقهم من أن أي تسوية قد تخدم موسكو أكثر من كييف، مشيرين إلى أن الخطة الأميركية تفتقد لذكر حقوق الإنسان والقانون الدولي والمبادئ الأساسية، مما يخلق “بنية أمنية جديدة مليئة بالثغرات”.

البحث