السمنة

قررت شركة فايزر وقف تطوير أقراصها التجريبية اليومية لعلاج السمنة، بعد تسجيل حالة يُشتبه في إصابتها بمشكلة في الكبد نتيجة استخدام العقار الفموي “دانوغليبرون”، وهو دواء ينتمي إلى فئة GLP-1.

وجاء هذا القرار عقب تجربة سريرية شارك فيها أكثر من 1400 شخص، حيث تعرض أحد المشاركين لما وصفته الشركة بأنه “إصابة كبدية يُحتمل أن تكون ناتجة عن الدواء”. وأشارت فايزر إلى أن المريض تماثل للشفاء بعد التوقف عن استخدام العلاج، ولم تظهر عليه أعراض واضحة أثناء فترة الإصابة.

وأوضحت الشركة أن مراجعة شاملة للبيانات السريرية والاعتبارات التنظيمية دفعتها إلى اتخاذ قرار الإيقاف. كما لفتت إلى أن ارتفاع مستويات إنزيمات الكبد، الذي لوحظ لدى بعض المشاركين، يُعتبر أمراً شائعاً عند استخدام أدوية GLP-1، لكنه قد يكون دلالة على تلف في الكبد وفقاً لما أوردته “عيادة كليفلاند”.

في تصريح لشبكة CNBC، ذكرت فايزر أن التجربة السريرية شهدت تسارعاً في زيادة جرعة الدواء خلال فترة قصيرة، وهو ما قد يكون ساهم في ظهور هذه التأثيرات الجانبية. وكانت الشركة قد أوقفت سابقًا في عام 2023 تطوير نسخة من العقار تُعطى مرتين يوميًا، بسبب معاناة عدد كبير من المشاركين من الغثيان والتقيؤ.

النسخة اليومية التي تُعطى مرة واحدة فقط كانت تُعد خيارًا أكثر سهولة وجاذبية مقارنة بالعلاجات الأخرى التي تتطلب جرعات متعددة يوميًا، ما جعلها موضع اهتمام كبير ضمن سباق شركات الأدوية لتطوير علاجات فعالة للسمنة.

وفي بيان له، عبّر الدكتور كريس بوشوف، كبير المسؤولين العلميين في فايزر، عن أسفه لهذا القرار، مؤكدًا:

“رغم شعورنا بخيبة أمل لإيقاف تطوير (دانوغليبرون)، إلا أننا ملتزمون بمواصلة تطوير أدوية مبتكرة تلبي احتياجات المرضى”.

كما أشار إلى أن الشركة تعكف حاليًا على تطوير أدوية فموية جديدة، من ضمنها عقار يستهدف مستقبلات GIPR، وهو بروتين يُسهم في تنظيم مستويات السكر والتمثيل الغذائي، ضمن مجموعة برامجها التجريبية لعلاج السمنة.

ويأتي هذا التطور في وقت يشهد فيه سوق أدوية السمنة نمواً غير مسبوق، مدفوعًا بالإقبال الكبير على أدوية GLP-1، والتي تشمل منتجات شهيرة مثل “أوزمبيك” و”ويغوفي”. وتبقى الأقراص الدوائية محل اهتمام كبير نظراً لسهولة تناولها وإنتاجها مقارنة بالحقن.

البحث