رغم التدخل الأميركي المباغت في الصراع بين إسرائيل وإيران، فإن أسواق المال والنفط حافظت على هدوئها النسبي في تعاملات يوم الاثنين، في ظل آمال بأن تبقى تداعيات التصعيد محدودة، وألا تعيق إيران تدفق النفط عبر مضيق هرمز الحيوي.
فقد افتتحت مؤشرات وول ستريت على ارتفاع، حيث صعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.4%، بينما كسب داو جونز الصناعي نحو 156 نقطة (0.4%)، وسجّل ناسداك ارتفاعاً بـ 0.3%، وفق وكالة «أسوشييتد برس».
أما في سوق الطاقة، فقد شهدت أسعار النفط تقلبات حادة، إذ ارتفعت بنسبة تفوق 4% مساء الأحد مع بدء الضربات، قبل أن تتراجع لاحقاً مع ترقب رد فعل إيران. وبحلول صباح الاثنين، انخفض الخام الأميركي بنسبة 0.4% إلى 73.56 دولاراً، وتراجع خام برنت إلى 76.82 دولاراً، مع بقاء الأسعار أعلى من مستويات ما قبل اندلاع الحرب.
الأنظار تركزت على احتمال إغلاق إيران لمضيق هرمز، الذي تمر عبره نسبة ضخمة من صادرات النفط العالمية. لكن محللين استبعدوا هذا السيناريو، نظراً لاعتماد طهران على إيرادات النفط، خصوصاً مبيعاتها للصين. ووصف خبير الطاقة توم كلوزا احتمالية إغلاق المضيق بأنها “أرض محرقة”، يصعب أن تُقدم عليها إيران.
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو حذّر بدوره من أن تعطيل الملاحة في المضيق سيشكل «انتحاراً اقتصادياً» لطهران، وسيفتح الباب أمام رد أميركي واسع. في المقابل، دعت الصين إلى التهدئة، معربة عن استعدادها للتواصل مع طهران وأطراف أخرى لخفض التصعيد.
لكن محللين مثل آندي ليبو نبّهوا إلى أن التصرفات السياسية قد تغلب على الحسابات الاقتصادية، مشيرين إلى أن إغلاقاً فعلياً للمضيق قد يرفع سعر النفط إلى 120 أو 130 دولاراً للبرميل، ويدفع بأسعار البنزين نحو 4.5 دولارات للغالون، ما سينعكس مباشرة على المستهلك الأميركي والتضخم.
في هذا السياق، قد يجد الاحتياطي الفيدرالي نفسه مضطراً لإبقاء سياسته النقدية متشددة، رغم الآمال بخفض الفائدة لاحقاً هذا العام. ووفق بيانات أولية، فإن الرسوم الجمركية ترفع من كلفة الإنتاج، بينما يبقى النمو الاقتصادي أقوى من المتوقع، ما يعقّد خيارات البنك المركزي.
تراجع العوائد على سندات الخزانة الأميركية يعكس هذه التوقعات؛ فقد انخفض العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.32%، ولأجل عامين إلى 3.86%.
في أسواق الأسهم، قادت شركة تسلا الصعود بارتفاع بلغ 6.7%، بعد تجربة ناجحة لسيارات أجرة ذاتية القيادة في أوستن، تكساس، عززت ثقة المستثمرين.
عالمياً، اتسمت حركة الأسواق بالتباين؛ حيث تراجع مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.9%، في حين ارتفع هانغ سنغ في هونغ كونغ بـ 0.7%، وسط حالة ترقب لما ستؤول إليه الأيام المقبلة على صعيد الجغرافيا السياسية والاقتصاد العالمي.