كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الجيش الإسرائيلي رصد ما وصفته بـ “تهديد إيراني على الحدود الشرقية”، مؤكدة أن طهران ما زالت ملتزمة بالخطة التي وضعها قاسم سليماني، قائد فيلق القدس قبل اغتياله عام 2020، والقائمة على تطويق إسرائيل بـ “حلقة مزدوجة من النار” تشمل الصواريخ والطائرات المسيّرة إلى جانب قوات برية متسللة.
وبحسب التقرير، يعمل الجيش الإسرائيلي حالياً على إعادة نشر قواته في المنطقة الشرقية، من خلال إعادة تفعيل مواقع عسكرية مهجورة سابقاً وإنشاء خمسة ألوية احتياط جديدة.
وتتولى “فرقة جلعاد”، التي أُنشئت حديثاً وتخضع لقيادة المنطقة الوسطى، مسؤولية القطاع الشمالي من الحدود الشرقية، على أن تعمل مستقبلاً عبر ألوية إقليمية متعددة. وفي السابق، كان هذا القطاع تحت مسؤولية لواء واحد هو غور الأردن، بينما يبقى القطاع الجنوبي تحت إدارة فرقة إدوم 80 التابعة لقيادة المنطقة الجنوبية.
الخطة الإيرانية: رؤيتان استراتيجيتان
يستند المفهوم الدفاعي الجديد للحدود الشرقية إلى رؤيتين أساسيتين:
استمرار إيران في تنفيذ خطة سليماني الهادفة إلى إحاطة إسرائيل بمنظومة نارية مزدوجة وصواريخ ومسيرات وقوات برية، تعمل بشكل متزامن بهدف إحداث انهيار شامل لإسرائيل مع حلول عام 2040.
هجوم حماس في أكتوبر 2023 أربك الخطة الإيرانية ودفع الأردن ليصبح ممراً محتملاً لهجوم قد تقوده جماعات موالية لطهران.
الميليشيات العراقية والحوثيون… طريق محتمل عبر الأردن
تقول الصحيفة إن الجهات القادرة على شن هجوم من الأراضي الأردنية أو جنوب سوريا تشمل:
الميليشيات الشيعية العراقية
جماعة الحوثي في اليمن
وتشير إلى إمكانية تنفيذ هجمات سريعة عبر قوافل مركبات “بيك أب” تنطلق من العراق نحو الحدود الأردنية أو الجولان خلال ساعات، مع احتمال تجاوز القوات الأردنية والتقدم نحو جسر اللنبي أو جسر آدم وصولاً إلى القدس أو مناطق جنوب بحيرة طبريا وغور الأردن.
وتضيف الصحيفة الإسرائيلية، نقلاً عن تقرير لصحيفة الأخبار اللبنانية، أن الميليشيات تمتلك غرفة عمليات مشتركة في بغداد والأردن تضم نحو 8,000 عامل يمني، يُرجّح انتماء بضع مئات منهم للحوثيين.
الحاجة إلى قوات احتياط جديدة
ترى الصحيفة أن التهديد المتصاعد فرض على الجيش الإسرائيلي إعداد منظومة دفاعية جديدة مهمتها الأساسية إحباط أي هجوم مفاجئ من الجبهة الشرقية. ورغم صياغة المفهوم الدفاعي منذ أوائل عام 2024، فقد تأخر التنفيذ بسبب نقص حجم القوات، وفق ما أمر به رئيس الأركان السابق هاليفي.