سرطان الساركوما

يُخصّص شهر يوليو من كل عام للتوعية العالمية بمرض الساركوما، أحد أندر أنواع السرطان وأكثرها تحدّيًا من حيث التشخيص والعلاج. ويؤكد خبراء الأورام أن التشخيص المبكر والعلاج المتخصص يمثلان حجر الأساس لرفع نسب الشفاء وإنقاذ المرضى من هذا المرض الصامت.

مرض نادر.. وأعراض خفية
الساركوما هي أورام خبيثة تنشأ في الأنسجة الضامة مثل العظام، العضلات، الأعصاب، الأوعية الدموية، والأنسجة الدهنية. وتنقسم إلى نوعين رئيسيين:

ساركوما العظام

ساركوما الأنسجة الرخوة

ورغم أنها لا تمثل سوى 1% من جميع السرطانات لدى البالغين، إلا أنها أكثر شيوعًا بين الأطفال واليافعين، ما يجعل الكشف المبكر عنها بالغ الأهمية.

التحدي الأكبر: التأخر في التشخيص
الدكتور حسان جعفر، استشاري طب الأورام، أوضح في حديث لـ “سكاي نيوز عربية” أن خطورة الساركوما تكمن في أنها لا تُظهر أعراضًا واضحة في مراحلها الأولى، وغالبًا ما يُساء تقدير الكتلة المصاحبة لها على أنها مجرد إصابة عضلية أو ورم حميد.

“أي كتلة صلبة يزيد حجمها عن 5 سنتيمترات، خاصة إذا كانت تنمو ببطء، يجب أن تُخضع للفحص الطبي العاجل”، بحسب جعفر، الذي أكد أن كثيرًا من الحالات تُشخّص بعد فوات الأوان، حين يكون الورم قد تغلغل في العضلات أو انتقل إلى الرئتين.

جراحة دقيقة وتقنيات متطورة
من جانبه، قال الدكتور رائد السروري، استشاري جراحة أورام العظام، إن التعامل مع الساركوما يتطلب فريقًا متعدد التخصصات، يشمل خبراء من مجالات الطب النووي، الأشعة، الأورام، والجراحة الترميمية.

وأضاف:

“الجراحة هي الأساس في علاج معظم حالات الساركوما، لكن التحدي الأكبر هو استئصال الورم بالكامل دون المساس بوظائف الطرف المصاب.”

وأشار إلى أن تطور التكنولوجيا أتاح إجراء عمليات دقيقة باستخدام الجراحة الملاحية والطباعة ثلاثية الأبعاد لتصميم أطراف بديلة مخصصة، بما يحافظ على جودة حياة المريض بعد العلاج.

الساركوما في الشرق الأوسط: ضعف في التوعية
ورغم ندرتها، إلا أن الأطباء في الشرق الأوسط يحذرون من أن ضعف الوعي بالساركوما يؤدي إلى تأخر كبير في التشخيص، ما ينعكس سلبًا على فرص الشفاء.

ويؤكد الدكتور جعفر أن هناك حاجة ملحة لحملات توعوية تستهدف العامة وكذلك الأطباء غير المتخصصين، قائلًا:

“التشخيص المبكر يمكن أن يرفع نسب الشفاء إلى أكثر من 80%، في حين أن التأخر يجعل السيطرة على الورم معقدة وصعبة”.

رسالة أمل
في ختام حديثهما، شدد الطبيبان جعفر والسروري على أن الساركوما ليست حُكمًا بالموت، بل إن الاكتشاف المبكر والمتابعة المتخصصة يغيران المسار بشكل جذري.

ودعوا إلى عدم إهمال أي تغيّرات غير طبيعية في الجسم، مؤكدين أن الطب الحديث يملك حلولًا فعالة، وأن السباق نحو العلاج يبدأ من الوعي.

البحث